هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن عبد الله بن حيويه الجويني النيسابوري إمام الحرمين أبو المعالي، ولد الشيخ أبي محمد، فقيه وأصولي ومتكلم شافعي، أشعري. إمام الأئمة على الإطلاق عجما وعربا وصاحب الشهرة التي سارت السراة والحداة بها شرقا وغربا هو البحر وعلومه درره الفاخرة.
ولد في ثامن عشر المحرم سنة تسع عشرة وأربعمائة (٤١٩ه.).
في جوين (من نواحي نيسابور) ثم توفي والده وسنه نحو العشرين وهو مع ذلك من الأئمة المحققين، فأقعد مكانه في التدريس، فكان يدرس ثم يذهب بعد ذلك إلى مدرسة البيهقي، حتى حصل الأصول عند أستاذه أبي القاسم الإسكاف الإسفرايني.
تعلم لدى : الفوراني، وأبي القاسم الإسفراييني، وأبي محمد الجويني، وأبي بكر البيهقي، وأبي عبد الله الخبازي.
ورحل إلى بغداد، فمكة حيث جاور أربع سنين، وذهب إلى المدينة المنورة فأفتى ودرس، جامعاً طرق المذاهب، ثم عاد إلى نيسابور، فبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية فيها، وكان يحضر دروسَه أكابرُ العلماء. توفي بنيسابور.
التلامذة المشهورون : أبو حامد الغزالي، وأبو القاسم الأنصاري، وأبو النصر بن القشيري.
ومن تصانيفه : النهاية فى الفقه ” لم يصنف في المذهب مثلها. والشامل في أصول الدين، والبرهان في أصول الفقه والإرشاد في أصول الدين، والتلخيص مختصر التقريب والإرشاد في أصول الفقه أيضا، والورقات فيه أيضاء وغياث الأمم ومغيث الخلق في ترجيح مذهب الشافعى والرسالة النظامية، وله ديوان خطب مشهور وله مختصر النهاية اختصرها بنفسه وهو عزيز الوقوع من محاسن كتبه، قال هو نفسه فيه : إنه يقع في الحجم من النهاية أقل من النصف وفي المعنى أكثر من الضعف.
أصيب الإمام بعلة شديدة، فلما أحس بوطأة المرض عليه انتقل إلى «بشتنقان» للاستشفاء بجوها المعتدل، ولكن اشتد عليه المرض فمات بها، وذلك في مساء الأربعاء 25 ربيع الآخر 478 هـ